كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



وقعة بدر فما تزوج بكرا سواها وأحبها حبا شديدا كان يتظاهر به بحيث إن عمرو بن العاص- وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة- سأل النبي-صلى الله عليه وسلم-:
أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟
قال: (عائشة).
قال: فمن الرجال؟
قال: (أبوها (1)).
وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض وما كان-عليه السلام- ليحب إلا طيبا.
وقد قال: (لو كنت متخذا خليلا من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام أفضل).
فأحب أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته فمن أبغض حبيبي رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فهو حري أن يكون بغيضا إلى الله ورسوله.
وحبه-عليه السلام- لعائشة كان أمرا مستفيضا ألا تراهم كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا إلى مرضاته؟
قال حماد بن زيد: عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة.
قالت: فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة فقلن لها:
إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فقولي لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان.
فذكرت أم سلمة له ذلك فسكت فلم يرد عليها فعادت الثانية فلم يرد عليها.
فلما كانت الثالثة قال: (يا أم سلمة! لا تؤذيني في عائشة فإنه-والله- ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها).
__________
(1) أخرجه البخاري 7 / 19 في فضائل أصحاب النبي: باب قول النبي " لو كنت متخذا خليلا " و8 / 59 في المغازي: باب غزوة ذات السلاسل ومسلم (2384) في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي بكر.